اسم الكتاب | تودد الجارية |
اسم الكاتب | فاطمه محمد |
لغة الكتاب | عربي |
حجم الكتاب | 4.46 ميجابايت |
تحميل قصة تودد الجارية pdf، مما قيل في مدينة بغداد أنه يحكي كان رجل ذو مقدار وكان موسر بالعقار والمال وهو من أقوى التجار وسهل عليه في دنياه ولم يبلغه من الذرية ما يتمناه حيث مضت عليه فترة طويلة الزمن ولم يرزق بالذرية من الذكور والإناث، فكبر فس السن ورق عظمه وانحني ظهره وكثرت همومه وقد خاف الرجل من ذهاب ماله ونسبه إذا لم يكن له ولد يرثه ويمتلك أمواله، فقد تضرع إلى الله تعالي وصام النهار، وقام الليل، ونذر النذور لله سبحانه وتعالى الحي القيوم، وأيضا أكثر من التضرع لله فاستجاب له الله ورحم تضرعه وشكواه فما كانت من أيام قليلة حتى جامع إحدى نسائه فحملت منه في ليلتها ووقتها وأتمت أشهرها ووضعت حملها وجاءت بطفل ذكر وكأنه فلقة قمر.
أهم ما ذكر في القصة :
فأوفى بالنذر وشكر الله سبحانه وتعالى وقام بالتصديق بالمال وكسا الأيتام والأرامل، وليلة سابع الولادة قام بتسمية الطفل وسماه بأبي الحسن حضنته الحواضن، ورضعته المراضع، وحملته المماليك والخدم، إلى أنه كبر وترعرع وانتشا، حيث تعلم القرآن الكريم وفرائض الإسلام وشئون الدين الإسلامي والشعر والخط والحساب والرمي بالنشاب وغيرها، حيث كان فريد دهره وأحسن أهل للزمان ومكانه وعصره، وكان الطفل أبي الحسن ذو الوجه الجميل واللسان الفصيح، يتهادى اعتدالا وتمايلا، وكان يترامى تدللا واختيالا، بوجه مشرق بخد أحمر وجبين أزهر وعذار أخضر، حيث قال فيه بعض واصفيه بأبيات شعر منها:
بدا الربيع العذار للـحـدق والورد بعد الربيع كيف بقي
أما ترى النبت فوق عارضه بنفسجاً طالعاً مـن الـورق
المراحل التي مر بها أبي الحسن مع أبيه:
أقام مع أبيه فترة من الزمن في أفضل حال مع الده بفرح وسرور حتى وصل إلى مبالغ الرجال فقد أجلسه والده بين يديه يوما من الأيام ونثر له حتى قال ” يا ولدي قد قرب الأجل وقربت وفاتي ولم يبقى لي شي غير لقاء الله عز وجل وقد تركت لك ما يكفيك إلى ولد الولد الكثير من المال والبساتين والأملاك فأحسن صلته بالله وتقى الله تعالي ي ولدي فيما تركته لك ولا تمتع من رفدك، فلم يتبقى إلا القليل حتى مرض الرجل وقد انتقل إلى رحمة الله، فجهزه ولده بأحسن تجهيز ودفنه حتى عاد إلى البيت وجلس للعزاء أياما وليالي، وإذا مجموعة من أصحابه دخلوا عليه وقالوا له “من خلف مثلك ما مات، وكل ما فات فقد فات وما يصلح العزاء إلا للبنات والنساء والمخدرات ولم يزالوا به حتى دخل الحمام ودخلو عليه وقد فكوا حزنه وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
ملخص قصة تودد الجارية:
يذكر في الليلة الثلاثين بعد الأربعمائة قالت: قد بلغني أيها الملك السعيد أن أبا الحسن عندما دخل عليه أصحابه الحمام وفكوا عنه حزنه، فقد نسي وترك وصية أبيه وقد ذهل لكثرة المال واعتقد أن الدهر يبقى معه على حاله، وأن المال ليس له زوال فقد أكل وشرب ولذ وطرب وخلع ووهب لكثرة المال وجاد بالذهب ولازم أكل الدجاج وقد فض ختم الزجاج وقهقهة القناني واهتم باستماع الأغاني وارتكب المعاصي، وما هي إلا فترة حتى نفذ المال وركد الحال وما كان لديه مال وسقط بين يديه ولم يبق له بعد أن أتلف غير وصيفة خلفها له والده من جملة ما خلف وكانت الوصيفة ليس لها نظير في الحسن والجمال والكمال، وهي ذات فنون وآداب تستطاب وقد فاقت أهل عصرها، وصارت من أشهر من علم في افتتانها وزادت على الملاح بالعلم والتثني والعمل والميل مع كونها خماسية القد.